تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم إلى قمة البرازيل والولايات المتحدة غداً الأحد على إستاد إيليس بارك في جوهانسبورغ في نهائي كأس القارات التي تشكل اختباراً فنياً وتنظيمياً مهماً قبل عام من كأس العالم في جنوب أفريقيا بالذات.
المنتخب البرازيلي يسعى إلى تجديد فوزه على نظيره الأميركي بعد أن هزمه بسهولة بثلاثية نظيفة في الدور الأول، والاحتفاظ بلقبه لينفرد بالرقم القياسي بعدد الألقاب (3 مرات)، والمنتخب الأميركي يبحث عن الثأر بعد أن ارتفعت معنويات لاعبيه وثقتهم بأنفسهم إثر الفوز اللافت على إسبانيا بطلة أوروبا 2-صفر في نصف النهائي.
لقبان للبرازيل
توجت البرازيل بطلة لكأس القارات التي انطلقت عام 1992 مرتين في المشاركات الخمس السابقة، الأولى بفوزها في النهائي على أستراليا 6-صفر عام 1997 في السعودية، والثانية في ألمانيا 2005 بتغلبها على الأرجنتين 4-1. وخسرت النهائي عام 1999 في المكسيك أمام منتخب الدولة المضيفة 3-4.
يذكر أن المنتخب البرازيل، المتوج بطلاً لكأس العالم خمس مرات، كان التقى أستراليا أيضاً في الدور الأول لنسخة عام 1997 وتعادل معها صفر- صفر قبل أن يسحقها في النهائي.
أما الولايات المتحدة فتشارك في البطولة للمرة الثالثة بعد النسختين الثالثة والسابعة عامي 1999 و2003 على التوالي، ووضعتها القرعة في مجموعة واحدة مع البرازيل في المرتين السابقتين، وكانت الغلبة فيهما للأخيرة بنتيجة واحدة 1-صفر.
وشتان ما بين إنجازات المنتخبين البرازيلي والأميركي، وأيضاً ما بين المؤهلات الفنية العالية للاعبيهما، لكن ما قدمه المنتخب الأميركي أمام نظيره الإسباني في نصف النهائي قلب المقاييس والترشيحات ورفعت ثقة الأميركيين إلى درجات عالية جداً وتحديداً نحو الثأر من البرازيليين وإحراز اللقب.
انتصارات برازيلية
بدأ المنتخب البرازيلي البطولة بطريقة عادية، ففي المباراة الأولى تفاوت أداءه أمام مصر، تألق في الشوط الأول وسجل ثلاثة أهداف، وأحرج تماماً في الثاني بعد سيطرة مصرية شبه مطلقة قبل أن يسجل كاكا هدف الفوز 4-3 من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.
تغير وجه المنتخب البرازيلي في المباراة الثانية بعد تعديلات أجراها مدربه دونغا على التشكيلة، وكان نظيره الأميركي بالذات الضحية بثلاثية من فيليبي ميلو وروبينيو ومايكون وسط سيطرة على المجريات وأفضلية فنية تامة.
وتأكد البيان التصاعدي للمنتخب البرازيلي في مباراة القمة مع نظيره الايطالي في الجولة الأخيرة من الدور الأول خصوصاً أن الأخير كان يسعى إلى الفوز للتأهل إلى نصف النهائي، لكن أبطال العالم خمس مرات صدموا منافسيهم بثلاثية نظيفة.
مفاجأة أميركا
المنتخب الأميركي بدوره لم يصمد في مباراته الأولى أمام نظيره الايطالي وخسرها 1-3، ثم سقط أمام البرازيل صفر-3، وكان أول منتخب يتلقى خسارتين في البطولة الحالية ما جعل الجميع يحصرون البطاقة الثانية للمجموعة الثانية إلى جانب البرازيل بين إيطاليا ومصر.
وحملت الجولة الثالثة من الدور الأول واحداً من أغرب السيناريوهات في عالم كرة القدم، إذ خسرت إيطاليا أمام البرازيل صفر-3، وفازت الولايات المتحدة على مصر بالنتيجة ذاتها، وهو ما لم يكن في حسبان أحد خصوصاً أن منتخب الفراعنة كان منتشياً بأول فوز أفريقي على إيطاليا.
اختلف المنتخب الأميركي كثيراً في نصف النهائي، فنفض عنه غبار الأداء المخيب في المباراتين الأوليين، وقارع أبطال أوروبا بتنظيم دفاعي وسرعة فائقة في الهجمات المرتدة، مع نجاح لافت لحارس المرمى تيم هاورد، ففشل الأداء التقليدي للإسبان في ترجمة السيطرة إلى أهداف وخرج الأميركيون فائزين بهدفين وضاربين موعداً مع البرازيل في النهائي.
قد يكون الموقف المحرج الذي فرضه المنتخب الأميركي على نظيره الإسباني فرض ذاته على مباراة اليوم التالي بين البرازيل وجنوب أفريقيا، فكان السيناريو مشابهاً إلى حد ما، سيطرة برازيلية وتمريرات عقيمة مقابل فشل في التسجيل، ودفاع جنوب أفريقي وهجمات مرتدة وتسديدات كات تهز شباك الحارس جوليو سيزار أكثر من مرة قبل أن يأتي الفرج من قدم البديل دانيال الفيش.
وزج دونغا بالفيش بدلاً من أندريه سانتوس في الدقائق العشر الأخيرة لكن الأمور بقيت على حالها إلى أن انبرى الفيش لتنفيذ ركلة حرة على مشارف المنطقة فأرسل كرة رائعة في الزاوية اليسرى لمرمى جنوب أفريقيا قبل دقيقتين من النهاية.
يدرك الطرفان أن المباراة غداً ستكون صعبة وأنها قد تحتاج إلى فاصل مهاري لحسمها كما حصل ما ألفيش، إلا أن المهم هو ارتفاع ثقة الأميركيين بأنفسهم ما جعلهم يتحدثون عن الثأر من البرازيليين من دون أي خوف أو عقدة.
برادلي متفائل
مدرب المنتخب الأميركي بوب برادلي يتحدث بثقة قائلاً "إننا نتعلم كيف نتقدم كفريق متكامل ومنظم، لكن ما ينقصنا هو المبادرة إلى تمرير الكرة وخلق الفرص وتسجيل الأهداف"، مضيفا "أنها مجموعة عوامل متكاملة يجب أن تكون في المباراة، فمنذ عام بدأ لاعبو المنتخب إدراك ذلك لأنه في حال تحقيق ذلك سيصبح بإمكاننا منافسة أي منتخب آخر".
الحارس هاورد اعتبر بدوره انه "قد لا يكون لاعبو المنتخب الاميركي معروفين كمنافسيهم البرازيليين لكنهم قاموا بعمل رائع".
سيفتقد المنتخب الأميركي غداً مايكل برادلي نجل المدرب الذي حصل على بطاقة حمراء ضد إسبانيا، لكنه يملك لاعبين خطيرين كلاندون دونافان وجوزي التيدور وكلينت ديمبسي.
في الجانب البرازيلي، سيحتفظ دونغا في أغلب الظن بنفس التشكيلة التي واجهت جنوب أفريقيا بوجود لويس فابيانو في المقدمة وخلفه روبينيو وكاكا ثم لوسيو ومايكون ولويزاو وأندريه سانتوس وفيليبي ميلو وراميريز وجيلبرتو سيلفا والحارس جوليو سيزار.
السويدي هانسون يدير النهائي
وعلى صعيد متصل أعلن الفيفا اليوم السبت أن الحكم السويدي مارتن هانسون سيتولى إدارة المباراة النهائية.
وأدار هانسون مباراة إيطاليا مع مصر بدور المجموعات في البطولة والتي جرت على إستاد "إليس بارك" نفسه بجوهانسبرغ وانتهت بفوز الفريق المصري 1-صفر.