الحضري : عفوا جوزيه..... فالقتيل ما زال حيا و يتألق بقوة

عفوا جوزيه..... فالقتيل ما زال حيا و يتألق بقوة


كالصدمة خرجت علينا تصريحات المدير الفنى السابق مانويل جوزيه فى العدد الأخير من مجلة السوبر الإماراتية لتشعل الغضب و الثورة فى الأوساط الرياضية المصرية . ففى واحدة من اكثر حواراته إستفزازا و تطاولا انهال جوزيه تقطيعا و تجريحا و شتما فى الصحافة المصرية و النادى الأهلى و الحضرى و اللاعبين المصريين بل و فى المصريين كلهم.

و فيما يخصنا فقد نعت الحضرى بأنه قادر على خيانة عائلته و الناس كلهم مقابل المال و انه خان النادى الأهلى و كان انانيا و زملاؤه فى الفريق لا يحبونه و انه على الرغم من كونه حارس مرمى جيد الا انه انسان سىء. و الكلام يسىء لمن قاله اكثر مما يسىء لمن قيل عنه. و السؤال الملح ... و الملح بشدة ، هو لماذا خرج علينا جوزيه بهذا الكلام الآن و هو من آثر الصمت عن موضوع الحضرى بما يزيد عن العام و رفض الحديث عنه طوال هذه المدة بإستثناء ما قاله عند بداية رحيله الى سويسرا بأن الحضرى هارب و خائن و لا مكان له بالفريق.



و اتوجه بالسؤال المباشر، إذا كان الحضرى بهذا السوء الذى وصفته يا جوزيه فلماذا اعتمدت عليه طوال هذه المدة رغم انه كان لديك بديل كفء و هو نادر السيد؟و ان كنت ترى ان الحضرى كان الأفضل من الناحية الفنيه ففى ظل مبادىء و قيم النادى الأهلى الذى طالما تغنيت بها على ما يبدو باطلا اعتقد ان نادر السيد كان يفى بالغرض. و لكن الواقع الذى اثبتته الأيام ان الحضرى كان يغطى على سقطاتك الفنية و كان من اهم العوامل التى حصدت بطولات النادى الأهلى التى نسبت اليك و التى لم تحصل على واحدة منها حتى وصلت الى سن 57 عاما عندما قدمت الى النادى الأهلى اول مرة . فعلى سبيل المثال لا الحصر الثلاث بطولات السوبر الأفريقى التى حصدتها وقت وجود الحضرى عندما كانت خططك تصل بالفريق الى التعادل و يتم إحتساب ضربات ترجيح كان الحضرى هو من يصنع الفرق ليضيف الى بطولاتك، و رغم ذلك كنت لا تعترف بأى فضل للحضرى مع الفريق، و على اقل تقدير لم يحصل على كلمة تشجيع واحدة او إشادة واحدة ، و على الرغم من تفانيه فى التدريب و المباريات كنت لا ترى انه يستحق ان يكون كابتن الفريق.

و إذا كان الحضرى مستعد لأن يخون عائلته و الناس كلهم مقابل المال ... فكم تعتقد سيتقاضى الحضرى فى مصر سواء لعب للأهلى او الإسماعيلى مقارنة بما يحصل عليه من سيون او اى نادى أوروبى؟ و الإجابة انها اضعاف مضاعفة من سيون او من اى نادى اوروبى و مع ذلك فهو يطلب العودة للعيش فى بلده مرة اخرى رافضا المال و مكتفيا بعودته الى بلده مرة اخرى.



و ان كنت تنعته بأن خان الفريق و تركه و هو فى امس الحاجة اليه من اجل المال فماذا فعلت انت و قد تركت فريق الأهلى متهالكا مستنفذا طاقته و قواه ،ان اصيب لاعبا اصبح من الصعوبة تعويضه بلاعب آخر فى نفس المركز لإفتقاده حساسية المباريات ، فلم تعمل على وجود فريق مواز بنفس القوة على رغم وجود فريق كامل مجمد على دكة البدلاء اخترته بنفسك و لفظته فى لحظة بنفسك و هو الآن فى حاجة الى ترميم الثقة و الأداء. و دعنى اقول لك ان الفارق بينك و بين الحضرى انك كنت انت مالكا لزمام امرك فى الأهلى و رحلت وقتما شئت بلا نظرة واحدة لمن تركت خلفك بينما كان هو تحت قبضتك و سطوتك و انت تكرهه بشدة و كان يطلب الرحيل منذ 2005 و انت ترفض، و لا يوجد ابلغ من كلماتك الآن دليلا على هذه الكراهية. و النتيجة هى تراكمات تولدت بداخله مما لا يريد ان يتقبله او يعترف بدوره او يعطيه حقه من التقدير المعنوى و الإنسانى او حتى يتركه يرحل.

و جميعنا نتذكر ما قلته ايضا وقتها بأن الحضرى مات و يجب ان نوقد الشموع ترحما على روحه و يبدو ان توقعك بوفاة الحضرى كرويا و جماهيريا لم يتحقق عندما عادت الجماهير تحتضنه و تسامحه و تطالب بعودته مرة اخرى و اثبتت الأيام ان رغم كل شىء و رغم كل ما قيل و ما حدث ان الحضرى المصرى مكانه وسط اهله و شعبه و ان الجمهور على عكس إرادتك لم يكرهه قط.



لماذا لا تريد ان تترك له الفرصة للمسامحة و الأحتواء؟ لماذا تثير الجماهير عليه بهذه الكلمات و كأنك انتفضت لكونه ما زال حيا وسط اهله و انت من لقنتهم بأنه مات و انهم يجب ان ينسوه و قد رفضت الحديث عنه دوما ؟و تشحذ كلماتك الآن كنصل حاد فى محاولة لقطع و إفساد العلاقة بينه و بين الجماهير مرة اخرى.


و دعنى اقولها صراحة و بلا مواربة انك لا تتوانى عن التضحية بأى شخص و اى شىء لتثبت فقط انك على حق و ان رأيك هو الصواب فإذا لزم لاعبا دكة البدلاء فهذا خطأه و هو فاشل و لا مانع من الدفع به شوطا فى مباراة بعد اشهر على الدكة ليتعثر و النتيجة انك كنت على صواب فى عدم الإستعانة به ... و اذا خسر الفريق فهذا خطأ اللاعبين او الإعلام الذى احتفى بهم زيادة عن اللزوم و اصابهم بالتوتر ...المهم انه خطا اى فرد الا انت. و خطأ الحضرى انه ما زال يتنفس و يلعب و يتألق بعد ان نطقت حكما بموته و ما زال هناك جمهورا مستعدا لمسامحته و إحتوائه.

و لأن من اقترب منك و يعرفك جيدا يعلم انك لابد ان تخنق اى شىء لا يسير على هواك و يعمل عكس إرادتك و لأن بداخلك هذا الكم الهائل من الرعب فى ان تكون مخطئا او يظهر للناس انك كنت مخطئا تعمل الآن على قتل المسامحة و الحب الذى عاد للحضرى من قبل الجماهير.



و لم تكتفى بتمزيقك للحضرى فحسب بل نعت رجال صحافتنا بأنهم سيئون و ماكرون و لا يفقهون و هم من حملوك على الأعناق و لقبوك بالساحر الأسطورة ... و قلت ان اللاعب المصرى لا يتحمل المسئولية اذا القيت على كتفيه. و دعنى اقولها لك لقد بهرنا العالم بدونك ... و تحملنا المسئولية فى مباريات كأس القارات بدونك ... و حصلنا على بطولة افريقيا امام اقوى لاعبى العالم بدونك. فلا تجروء على نعتنا بأننا لا نتحمل المسئولية و لن ننجح ....لأننا نجحنا بالفعل بدونك.

اما عن مصر "بلد العميان" كما وصفتها فهى من صنعتك و شعبها من اعطاك اسما و لاعبيها هم من صنعوا نجوميتك و اموالها التى فرضت على مجلس إدارة الأهلى دفعه لشراء 49 لاعبا لم تستفد سوى ب 19 منهم طوال ست سنوات انما هى اموال شعبها و دافعى ضرائبها و هم من كانوا يتحملون مرتبك الخيالى، و ان كنت تعتقد انك كسبت كل شىء من بلد العميان التى افترضت انك "الأعور" الوحيد وسطهم فأعتقد انك على خطأ فلا يمكن ان تخدع كل الناس كل الوقت ....و عموما الحمد لله انك انت من صنفت نفسك بانك "اعور" .... و ختاما لا يسعنا سوى القول .... و الله اصيل يا كابتن جوزيه.
__________________