هل يفعلها فياريال من جديد ويتأهل للدور قبل النهائي، هل يفعلها فياريال ويتأهل للدور المقبل خارج ميدانه كما فعل أمام باناثينيكوس اليوناني في دور ثمن النهائي؟
أسئلة كثيرة يطرحها عشاق الكرة الإسبانية وبالأخص عشاق فياريال في كل مكان، وحتى عشاق نادي الآرسنال فبعضهم غير مقتنع بتعادل فريقهم أمام الغواصة الصفراء 1/1 في إل مدريجال ليلة الثلاثاء، أغلبهم يقول ان الفوز كان في متناولهم خاصةً في شوط المباراة الثاني لكن تهاون سمير نصري وفابريجاس وثيو والكوت أهدر فرصة إقتناصهم لأغلى فوز خارج الديار أمام الفريق الذي يخشاه فيرجيسون - مدرب الشياطين الحمر- الذي مُنى فريقه بتعادل بطعم الخسارة في الأولد ترافولد أمام بورتو البرتغالي ليطوله ما طال مانويل بللجريني.
سيطرة فياريالية
فياريال لعب مباراة تكتيكية رائعة في الشوط الأول سيطر من اليمين لليسار رغم غياب القصير المكير "سانتي كازورلا" بداعي الإصابة التي أحضرته المباراة لكن ضمن صفوف الحشد الجماهيري الكبير الذي أحتشد لمؤازرة الفريق الإسباني الوحيد جوار برشلونة في البطولات الأوروبـية لهذا الموسم.
أغلق فينجر منافذ العبور من العمق أمام نجوم فياريال "روسي ولورينتي" اللذين حاولا مراراً وتكراراً إختراق العمق الدفاعي للمدفعجية بسرعة روسي وقوة لورينتي ومهارة إيباجازا في التمرير الأرضي والمرور بمهاراته الكبيرة داخل عمق أي دفاع، لكن دفاع الآرسنال كان سداً منيعاً أمام كل محاولات هؤلاء حتى القادم من الخلف روبن كاني اللاعب عديم الفائدة في منتصف ميدان الغواصة الصفراء (تكتيكياً وفنياً ومعنوياً ومهارياً.. كاني مُجرد صفر على شمال فياريال)!
ماركة سيينا
جاء الفرج بعد مرور 10 دقائق من المُصوب المُعجزة "ماركوس سيينا" عندما أطلق قذيفة مُدوية من على بُعد 30 ياردة تقريباً لتلج شباك الحارس الإسباني مانويل ألمونيا وتثلج معها صدور آلاف الجماهير العاشقة لهذا المكوك والدينامو الحقيقي لوسط ميدان فياريال.
ذهبت تسديدة سيينا بسرعة قياسية قد تتجاوز الـ75 كيلو متر في الساعة على يسار الحارس، وروعة التسديدة تكمن في مفاجأتها حيث لم يتوقع أي أحد ان يقوم بالتسديد من هذه المسافة!!
وللثنائي الهجومي "روسي ولورينتي" دوراً في هذا الهدف حيث شغلا جالاس وكولو توريه ليفتحا زاوية التسديد لسيينا والذي بالطبع لا يتوانى لحظة عندما تلوح له أي فرصة للتسديد.. فيسدد.. والشبكة بعدها تعرف ماذا تقول، والمعلقون يكتفون بكلمة واحدة هي "جووول"..
وكان هذا الهدف الثاني لسيينا في البطولة بعد هدفه في مرمى سلتيك جلاسكو من ركلة حرة مباشرة أثناء دوري المجموعات، وأحرز سيينا من قبل هدف وحيد في بطولة موسم 2005/2006 في مرمى بنفيكا من تسديدة صاروخية لكن من على بُعد 38 ياردة في مرمى بنفيكا في ملعب دالوش وأدى لتأهل فياريال لدور الـ16 وخروج مانشيستر وليل الفرنسي من الدور الأول آنذاك.
ظروف قاسية للآرسنال .. لم يستغلها بللجريني
الآرسنال بقيادة ثيو والكوت وسمير نصري على طرفي الملعب حاولا الرد بسرعة وتسببا بالفعل في مشاكل لدفاع فياريال بسرعتهما القياسية، وزاد دفاع الغواصة عن مرماه بقوة رغم الفرصة السهلة التي ضاعت من سمير نصري داخل صندوق العمليات وأخرجها ببراعة ديجو لوبيز، وكاد وليام جالاس يحرز هدف التعادل لكن حكم الراية أشار لتسلل، حاول الفريق الزائر على فترات ان يتقلد زمام الأمور بالتمرير في العمق لكن أديبايور كان بعيداً جداً عن فابريجاس ورفاقه، وكلاً من نصري ووالكوت لعبا بفردية لتألق ظهيري الدفاع الفياريالـي (كابديفيلا من اليسار وأنخيل من اليمين)، وفي نهاية الشوط الأول انخفض مردود نجوم فياريال، سواء الهجوم أو الوسط أو الدفاع، عدا سيينا في الوسط وجونزالو رودريجيز في الدفاع والأخير قام بتحجيم حركة أديبايور، وبقية اللاعبون إستسلموا تماماً للياقة العالية للزوار.، ولم يستغل تـلامذة بللجريني فرصة خروج الحارس الأساسي "ألمونيا" مصاباً ونزول الحارس البديل "فابيانسكي" والذي كان يجب عليهم هَزه بتسديدتين أو ثلاث لإرعابه، وما زاد الأمور تعقيداً للآرسنال وفتح المزيد من الفرص خروج المدافع المخضرم وليام جالاس في الدقيقة 43 متأثراً بإصابة بعد إصطدامه بمهاجم مانشيستر يونايتد الأسبق "روسي" على حافة منطقة الجزاء عندما تحصل روسي على ركلة حرة مباشرة قبل نهائية الشوط الأول بدقيقتين فقط.
اللياقة البدنية الضعيفة لنجوم الغواصة الصفراء فضح تكتيك بللجريني الذي يعتمد على تهدأت اللعب في الشوط الثاني فقد قابل فينجر هذا التكتيك العقيم منح ظهيريه (كليشيه وسانيا) حرية التقدم لمساندة الأجنحة، وبطبيعة الحال كثف الآرسنال عرضياته من اليمين واليسار، ونقطة ضعف فياريال هي الكرات العرضية، وأستغل هذا على أكمل وجه حتى أرهق تماماً الثنائي "جونزالو وجودين" ومعهم لاعـب الوسط الدفاعي الذي كان يعود للتغطية (أجورين).
بعد هذه الخلخلة الدفاعية مارس فابريجاس هوايتـه في الضغط على سيينا في الوسط الذي سُحب منه كاني ونزل بدلاً منه ماتيس فيرنانديز ليضيع التوازن الدفاعي الذي كان يقوم به كاني رغم أنه لاعب أقل من متوسط، وفياريال بحق إحتاج في الشوط الثاني للاعب وسط دفاعي وليس لاعب وسط هجومي كماتيس فيرنانديز، وأقصد هنا، لماذا لم يدفع بللجريني ببرونو أحد ناشيء أكاديمية فياريال، وهو لاعب محوري يجيد اللعب في كل مراكز خط الوسط خاصةً الإرتـكاز!!
بسبب عدم وجود ثلاثي وسط دفاعي لفياريال، حيث كان يعود أجورين للخلف كثيراً ويغطي مكان أحد الأظهرة المتقدمة لأداء الدور الهجومي، ولعب سيينا رجل كل الأدوار في عمق الملعب، ليتمكن فابريجاس من إرســال تمريرة طويلة بمنتهى السهولة والبساطة من بعد منتصف الملعب بخطوات قليلة في الدقيقة 66 لتذهب للتوجولي إيمانويل أديبايـور الذي تسلم الكرة داخل منطقة العمليات وظهره للمرمى - على طريقة ريفالدو في فالنسيا 2001- ليسدد على أقصى يسار دييجو لوبيز، ضربة خلفية مزدوجة تدرس في الكتب - DOUBLE KICK- لم يتحرك صوبها لوبيز وظل ساكناً منذهلاً متسائلاً ككل عشاق فياريال: كيف حدث ذلك؟
ليست صدفة.. هذا الهدف نتاج عمل جماعـي مُتقن من لاعبي الدفاع والوسط والهجوم، ولولا سوأ إستغلال الفرص من والكوت ونصري عديما الخبرة لإنتهت المقابلة بفوز ساحق للآرسنال فقد لاحت لهما فرصاً كثيرة عن طريق الهجمات المضادة، لم يسعيا أبداً لإستغلالها.
بللجريني واصل سقوطـه في براثن الضياع..لإستدعائه اللاعب المكسيكي (الذي لا يفقه شيء في كرة القدم) جوليرمو فرانـكو في الدقيقة 79 يدلاً من إيباجازا المتفاهم جداً مع روبير بيريز الذي زُج به بدلاً من المهاجم القدير لورينتي في الدقيقة 70، وظل فياريال يضغط ويحاول لكن لياقته وتنظيمه في الملعب لم يساعداه أبداً على إختراق الآرسنال خاصةً (العمق) الذي صمم عليه رجال بللجريني وكأنه شيء يتقنونه تمام الإتقان ولكنهم ظهروا (ضعاف) القوى في هذا الأمر، ولم يركزوا على تمرير عرضيات أخرى، وخلى الشوط الثاني من أي فرص حقيقية لأصحاب الدار اللهم إلا فرصة يتيمة بواسطة ماركوس سيينا من تسديدة صاروخية كعادته، وحاول اللاعب ماتيس فيرنانديز فعل شيء بالإختراق كثيراً من الجبهة اليمنى لكن كل محاولاته ذهبت سدىّ ببساطة لضعف الكثافة الهجومية بعد خروج لورينتي وإيباجازا ودخول قليل الحيلة "فرانكو" !
خلاصة الكلام.. ومن بعده السلام
فياريال لم يخرج بعد من البطولة لكن الآرسنال قطع شوطاً كبيراً نحو التأهل للمربع الذهـبي فيكفيه التعادل السلبي أو الفوز بهدف دون رد في ملعبه الإمارات اللندنـي، ويبدو ان فياريال سيتحتم عليه بذل مجهود مضاعف في لندن كالذي بذله أمام باناثينيكوس في الملعب الأوليمبي في أتينا قبل عدة أسابيع ووقتها فاز الفريق 1/2 علماً بأنه تعادل ذهاباً 1/1.
تشكيلة فياريال:
"دييجو لوبيز، جودين، كابديفيلا، رودريجيز، سيينا، إيباجازا، كاني، أجورين، لورينتي، جوسيبي روسي
البدلاء الذين شاركوا:
"فيرنانديز مكان كاني في الدقيقة 46، روبير بيريز مكان لورينتي في الدقيقة 70، فرانكو مكان إيباجازا في الدقيقة 79".
تشكيلة الآرسنال:
"ألمونيا، كليشيه، توريه، جالاس، سيسك فابريجاس، سونج، سمير نصري، دنيلسون، والكوت، أديبايور.
البدلاء الذين شاركوا:
"لوكاس فابيانسكي مكان ألمونيا في الدقيقة 27، ديورو مكان جالاس في الدقيقة 43، إيبويه مكان والكوت في الدقيقة 78".
مع تحياتى أحمد نور