فشل ليفربول في إضفاء ابتسامة على وجه جمهوره العابس بسبب ذكريات "هيلسبرو"، وأهدى في مباراة دراماتيكية بطاقة التأهل لتشيلسي، الذي بات على مدربه جوس هيدينك إيقاف قطار برشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال، بينما في النصف الآخر يلتقي أرسنال مع مانشستر يونايتد في لقاء كلاسيكي بصبغة أوروبية.
فمانشستر قلب الطاولة على بورتو، وعوض الشياطين تعادلهم في إنجلترا 2-2 بفوز تاريخي للأندية الإنجليزية في البرتغال.
بينما، دهس أبناء كتالونيا فريق بايرن ميونيخ الألماني بمجموع 5-1 في الذهاب والإياب، لتصبح إسبانيا الدولة الوحيدة التي تستقبل بجوار إنجلترا مباريات دور الأربعة.
واستمر تألق هيدينك في قيادة تشيلسي، إذ قتل انتفاضة ليفربول وحسم إياب دور الثمانية لصالح الزرق بالتعادل 4-4، لكن هل ينجو من طوفان برشلونة؟
ليفربول 4-4 تشيلسي
دموع جيرارد
ذات الفترة التي شهدت حادثة هيلسبرو في عام 1989، رفضت الابتسام لليفربول في 2009، إذ ودع الحمر دوري أبطال أوروبا على يد منافسهم المعتاد تشيلسي.
فبعدما وقف ستيفن جيرارد قائد ليفربول وهو في التاسعة ربيعا يبكي وفاة نجل عمه في حادثة هيلسبرو، زرفت دموعه بعد 20 عاما توديعا للمسابقة الأوروبية في "أقوى مباريات الموسم".
مباراة دراماتيكية حملت الأمل لجمهور ليفربول لشوط كامل، ثم قتلته فيهم خلال النصف الثاني من اللقاء، ليحتفظ منتصف شهر إبريل بكآبته في نفوس الجمهور الأحمر.
ورغم غياب الملهم جيرارد بداعي الإصابة، وتأخر الفريق بثلاثية على ملعبه في الذهاب، قدم الحمر مباراة ستظل عالقة في أذهان عشاق كرة القدم الأوربية.
الدقيقة 29 من الشوط الأول، قفز جيرارد فرحا بعدما تقدم ليفربول بهدفين دون مقابل، فقد تبقى 60 دقيقة والحمر يحتاجون لهدف يصعد بهم إلى نصف النهائي في ضرب من ضروب الخيال.
لكن الأحوال تبدلت في الشوط الثاني مع تدخلات هيدينك وخطف تشيلسي التقدم بنتيجة 3-2، ليحتاج ليفربول إلى ثلاثة أهداف قبل عشر دقائق من صافرة الحكم.
لم يستسلم ليفربول وسجل رجاله الهدف الثالث ثم الرابع قبل النهاية بسبع دقائق، الأحلام عادت إلى عقول الجماهير.. من يحرز هدفين في ثلاث دقائق، يمكنه خطف هدف حاسم.
أخيرا يرفض فرانك لامبارد نجم تشيلسي خروج فريقه من البطولة بسيناريو محبط للجماهير الزرقاء، وقتل المباراة بهدف التعادل في الدقيقة الأخيرة.
ويثق المدير الفني للفريق أليكس فيرجسون في تحول أمنية رونالدو لحقيقة، موضحا "الالتزام الخططي والدفاعي أمام بورتو أعاد لي الثقة في مواصلة النجاح الأوروبي".
ويطمع الاسكتلندي المخضرم في الفوز بدوري الأبطال لعامين متتاليين، لكن عليه أولا تخطي غريمه التقليدي أرسين فينجر.
برشلونة 1-1 بايرن ميونيخ
ريبري ينتمي للبلوجرانا؟
لم يكن للإياب الذي جمع برشلونة مع بايرن ميونيخ في ألمانيا قيمة كون الفريق الإسباني تأهل من مرحلة الذهاب بالفوز 4-0، لكن اللقاء أثبتت أن النجم الفرنسي فرانك ريبري ينتمي إلى قلعة البلوجرانا.
فقد قدم ريبري مباراة رائعة وضرب دفاعات برشلونة بقيادة المخضرم كارليس بويول والظهير الطائر دانيل ألفيش في عدة لقطات، ثم توج جهوده بهدف بايرن الوحيد في دور الثمانية بأكمله.
وبعد اللقاء، اعترف يورجن كلينسمان المدير الفني لبايرن بأن فريقه يبتعد بمسافة عن الأندية التي وصلت لقبل نهائي البطولة، و"تحديدا برشلونة الذي يعد الأفضل هذا الموسم بلا منازع".
ولذا، ارتفعت التكهنات بأن ريبري قد يرغب في ترك بايرن والانضمام لأحد أندية القمة، لأن مستواه مع الفريق البافاري ومنتخب فرنسا يؤكدان قدرته على خوض تلك الخطوة.
فريبري أنقذ منتخب فرنسا من التعادل لمباراتين متتاليتين في تصفيات كأس العالم 2010 بهدف رائع في كل لقاء، وقاد الفريق البافاري لقنص الثنائية المحلية في الموسم الماضي.
وأجمعت وسائل الإعلام الألمانية والإسبانية على وجود رغبة من برشلونة في ضم ريبري، ودعم اللاعب نفسه ذلك بتصريحه "لا أحد يمكنه رفض هذا الفريق، واسألوا تييري هنري".
أرسنال 3-0 فياريال
المتعة في وجود فابريجاس
ثلاثية أرسنال في فياريال الإسباني وخروج الفريق اللندني من 18 مباراة متتالية دون هزيمة يعكس عادة أبناء المدرب الفرنسي أرسين فينجر في المواسم الأخيرة.
يبدأ أرسنال الموسم بإجادة، ثم تحاصر الأزمات قائمته الشابة لتتراجع النتائج، ومع مرحلة الحسم واقتراب الموسم من نهايته ينصهر أولاد فينجر في عالمه، ليحصد الفريق اللندني أمتع الانتصارات.
اكتسح المدفعجية ضيفهم الإسباني، لدرجة دفعت مانويل بيليجريني مدرب فياريال للتصريح بعد المباراة "قدمنا أفضل ما نملك، لكن هذا لم يكن كافيا للاقتراب من مستوى أرسنال الرائع".
ويبرر أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال تطور نتائج فريقه بتحسن حالة الدفاع في المباريات الأخيرة، مع استعادة الفريق أعمدته التي ابتعدت لشهور مثل إيمانويل أديبايور وثيو والكوت.
وخص البروفسور الفرنسي فتاه الذهبي فرانسيسك فابريجاس بالإشادة، خاصة مع إسهامات لاعب الوسط الإسباني في نتائج أرسنال بعد فترة غياب امتدت لأربعة أشهر بسبب الإصابة.
فقد صنع فابريجاس خمسة أهداف لأرسنال في أسبوعين، قائدا فريقه للحفاظ على سلسلة نتائج إيجابية بدأت في 30/11/2008 واستمرت لـ18 مباراة متتالية.
الشهر المقبل سيكون حاسما لحلم فينجر بإعادة الألقاب إلى أرسنال، فعلى المدفعجية تخطي تشيلسي في كأس إنجلترا وضمان مقعد دوري الأبطال على حساب أستون فيلا.. لكن الأهم هو إسقاط مانشستر أوروبيا.
بورتو 0-1 مانشستر يونايتد
قذيفة ابن "سبورتنج"
وضع كريستيانو رونالدو كل المشاعر التي يكنها ناحية بورتو، كلاعب تربى في قلعة سبورتنج لشبونة، وهو يطلق قذيفة من على بعد 40 ياردة لتسكن مرمى البرازيلي هيلتون وتسطر إنجازا يضاف لناديه الإنجليزي.
فالهدف الرائع الذي أحرزه رونالدو في مرمى بورتو، لم يؤهل الشياطين فقط إلى قبل النهائي، بل بفضله بات مانشستر يونايتد أول فريق إنجليزي يفوز على ملعب "الدراجاو" في البرتغال.
رونالدو الذي خاض اللقاء كرأس حربة صريح، حافظ لفريقه على حلم إنهاء الموسم بخمسة كؤوس، في إنجاز سيكون الأول من نوعه على مستوى الأندية الأوروبية.
فقد فاز مانشستر بكأس العالم للأندية، ثم بكأس الكارلينج، وحاليا ينافس إيفرتون في نصف نهائي كأس إنجلترا وصعد لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا لمواجهة أرسنال، بخلاف تصدره للدوري.
ويأمل رونالدو في أن يكون الفوز على بورتو نقطة انطلاق جديدة لفريقه، بعد أسابيع من النتائج المهتزة في الدوري وحتى في المسابقة الأوروبية.