احتدم الصراع داخل المنتخب المصري مع أولي خطواته نحو بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وها هو عصام الحضري يترك ناديه سيون السويسري فجأة ثم يعود له أيضا فجأة وميدو يسخر من عماد متعب ويتوعد عمرو زكي وتحولت القنوات الفضائية إلي ساحات للمعارك الشخصية وتصفية الحسابات وكأن منتخب مصر لقيط ليس له أب يلزمهم جميعا الصمت حرصا علي مصلحة المنتخب والتركيز أكثر في المباريات المقبلة بدلاً من حالة التشتت السائدة حاليا بسبب اشتعال المعارك الفضائية بين النجوم.
وظننت أن هناك عاقلاً في اتحاد الكرة يصدر بيانا يمنع فيه كل النجوم من التصريحات الإعلامية والتركيز فقط في التأهل لكأس العالم بعد غياب 20 عاما وتحذير من يخالف التعليمات بحرمانه من ارتداء فانلة منتخب بلاده وبذلك يكون هناك رادع داخل مؤسسة كرة القدم، لكن لأن من يطلقون علي أنفسهم عقلاء تفرغوا لأعمال أخري غير المهمة التي جاءوا من أجلها، وهنا أذكرهم بأنه لولا نجاحات المنتخب لكان جميعهم مختبئاً في بيته لكن الإنجاز الإفريقي أغرقهم أكثر في حصد الأموال.
ولا أستطيع أن أحمل الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب كل المسئولية فالرجل يتعرض لحملة عنيفة لمجرد أنه أخفق في مباراة وظن أن الدنيا ستضحك له حتي لو خسر من زامبيا.. ورغم أنه تعادل إلا أن الجمهور الذي أدمن الفوز لن يرضي بغيره بديلا.. وله في سلفه محمود الجوهري أسوة حسنة، وليتذكر أن الجماهير التي حملته علي الأعناق ذاتها هي التي سبته ولعنته في المدرجات وطالبت برحيله عن المنتخب!!
وأتذكر وقتها أنني قلت للكابتن محمود الجوهري إن الجماهير لن ترحمك عقب عودته الأخيرة لقيادة المنتخب، وحينها غضب الجنرال من صراحتي وقال بغضب شديد: يا سقعان أنا من بين أفضل 20 مدربا علي العالم وذلك بمكتب الصديق سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب ورددت عليه بأن الجمهور لا يعرف سوي المكسب أما الخسارة فلا محل لها من الإعراب وأخشي أن تنتهي علاقتك بالمنتخب مثلما حدث بعد فضيحة الستة من نظيره اليونان في إحدي المباريات الودية استعداداً لأمم إفريقيا.
عموما استعراضي لهذا الموقف ما هو إلا تذكير للمعلم بمواقف سابقة ومماثلة لما يحدث مع المنتخب وأن جرعات الحب والتقدير والثناء انتهت بنهاية البطولات وأصبح مطلوبا منه أن يقدم جديداً يحصل بموجبه علي آهات الجماهير ودعاء الملايين في كل مكان أما الحال السايب في المنتخب فلا يرضي عنه أحد لأن وقتها الجماهير لن ترحمك رغم أنك أول مدرب مصري يحقق بطولتين إفريقيتين متتاليتين لأن الجمهور لا يشبع وإنما يبحث عن المزيد