العاصفة الساخنة لم تكن أقوى من نار الشياطين الحمر، حاول توتنهام الملقب "بالعاصفة الساخنة" إخماد وعرقلة مسيرة مانشيستر يونايتد كما فعل ليفربول عندما أحرز نجومه رباعية تاريخية في الأولد ترافولد، وأحرز بينت وموروديتش هدفين افتتحا بهما المباراة لتوتنهام وسط ذهول عشاق اليونايتد لينتهي الشوط الأول بهذا التقدم المفاجئ بالنسبة للجميع ..
مانشيستر يونايتد كان خارج نطاق الخدمة تماماً في الشوط الأول على الرغم من محاولات كريستيانو رونالدو لإحراز هدف السبق من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 20 إلا ان جوميز تصدىّ للكرة على مرتين.، ونجح أبناء السير أليكس فيرجيسون في السيطرة على وسط الميدان حتى تسلم منهم موروديتش ورفاقه زمام الأمور بعد مرور 25 دقيقة على البداية ليتلاعبوا بالشياطين الحمر من اليمين واليسار بفضل الضغط الهجومي الكثيف الذي مارسه ظهيري توتنهام خاصةً كورلوكا الذي ساند زميله "لينون" في الجهة اليمني بقوة وشكلا مفتاحاً هجومياً ضارباً للزوار وما ساعدهم على تنفيذ ما أرادوا الضعف البدني للظهير الأيسر للمان يونايتد "باتريس إيفرا".
السقوط المفاجئ
وما هي سوىّ دقائق قليلة وأرسل الكرواتـي كورلوكا عرضـية متقنة بيسـراه في الدقيقة 29 لتذهب لدارين بينت داخل صندوق العمليات لكنه فشل في تسديدها برأسـه لتسقط الكرة ويتسلمها وسط حراسـة ضعيفة من قلبي الدفاع (فيديتش وريو فيرديناند) وإن كان فيرديناند يتحمل جزء كبير من مسئولية ترك بينت يتسلم الكرة ويسددها على يسار فاندر سار .
لم يتماسك مانشيستر خاصةً أمام الإندفاع الهجومي القوي جداً لتوتنهام، ليفشل في لملمة أوراقـه سريعاً ويمنح لهم المزيد من الدقائق للإستحواذ على الكرة في منتصف الملعب ومن ثم الوصول كالعادة لتمرير كرة عرضية نموذجية عن طريق أرون لينون في الدقيقة 33 بدون أي تدخل أو ضغط من الفرنسي إيفرا أسوأ لاعبي اليوناتيد من حيث الأداء والثبات الإنفعالي، وذهبت عرضية ليون رائعة للغاية لموروديتش المندفع داخل منطقة الجزاء، وتسلم النجم الكرواتي الكرة على صدره ثم وجه قنبلة على يمين فاندر سار بوجه القدم.
لتصبح النتيجة تقدم توتنهام على ملعب الأولد ترافولد (صفر/2) في سيناريو لم يكن يتوقعه أشد المتفائلين لنادي توتنهام ولم يَحلُم به أكبر المتشائمين المانشيستراويين!
حاول رونالدو الرد السريع من خلال ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 37 لكن الحائـط البشري رد تسديدته القوية، ليسددها من جديد على الطائر، كورباجيـة في المقص الأيسر للحارس جوميز الذي أبعد الكرة بإقتدار، وتواصلت الهجمة مع وين روني من الجهـة اليسري عندما وجه قذيفة أرضية في الزاوية الضيقة لكن جوميز تصدىّ للكرة بنجاح من جديد.
قبل نهائية الشوط الأول في الدقيقة 44 أطلق اللاعب الهندوراسـي "بلاسيوس" تسديدة عُنقدية لم تصب مرمى فاندر سار لحسن حظه، وذهبت فوق الزاوية العليا له ببضع سنتيميترات.
تيفيز نقطة التحول
لينتهي الشوط الأول بتقدم الضيوف بهدفين دون رد لأصحاب الأرض، ومع بداية الشوط الثاني بدا مانشيستر يونايتد وكأنه فريق مُغاير تماماً للذي ظهر في الشوط الأول بصحوة نجوم الوسط والهجوم بأكمله، وقيام فيرجيسون بإحلال وتبديل في التشكيلة بنزول كارلوس تيفيز بدلاً من عديم النفع (ناني)، وبعد ان احتسب الحكم "هاورد ويب" ركلة جزاء صحيحة لمايكل كاريك بدأ العمل التكتيكي الضخم لفيرجيسون بدفه بسكولز وأوشيـه.
قصة الهدف الأول لمانشيستر تتلخص في توغل نجم الوسط الدفاعي "كاريك" في عمق دفاع توتنهام المترهل، ليتعرض لعرقلة من الحارس جوميز وعلى إثرها أطلق هاورد ويب صافرته مُحتسباً ركلة جزاء وبطاقة صفراء للحارس، وذلك عند الدقيقة 55، وسدد كريستيانو رونالدو ركلة الجزاء بإحكام في منتصف المرمى معلناً عن تقليص الفارق.
فيرجيسون بدأ بعدها عملها التقني بسحب اللاعب الأسكتلندي عديم الفائدة (دارين فليتشر) وزج بالنجم بول سكولز ليتزن منتصف الميدان في الدقيقة 61.، وبعدها بستة دقائق فقط ترتد إحدى الهجمات المانشيستراوية بقيادة بيرباتوف الذي مرر تمريرة أرضية سريعة جداً للمنطلق تيفيز والذي خطى خطوتين ثم مرر لوين روني داخل منطقة جزاء توتنهام، ليسدد الفتى الذهبي تسديدة أرضية في الزاوية الضيقة مُحرزاً هدف التعادل.، ليُحدث به إنقلاباً في ملعب المباراة.، فما هي سوىّ دقيقة واحدة فقط وجاء روني يمرر عرضية نموذجية لرونالدو داخل المنطقة ومن الوضع طائـراً يسدد رونالدو برأسه على يمين جوميز المصدوم من تراجع الرقابة الدفاعية بنسبة 90% !!
تنفيذ التعليمات..لا رحمة أمام المرمى
وتنفيذاً لتعليمات السير أليكس فيرجيسون الذي أوصى لاعبيه الأسبوع الماضـي بأهمية إستغلال الفرص على أكمل وجه بعدما أهدر روني ورونالدو وبيرباتوف العديد من الفرص السهلة أمام بورتسموث في المباراة المنتهية بفوز اليونايتد 2/صفر، قرر الشياطين إضافة المزيد من الأهداف وعدم الإكتفاء بالهدف الثالث وتغيير المباراة من الهزيمة لفوز بـ3/2.. فقد أضافوا الهدف الرابع في الدقيقة 71 بعرضيـة من رونالدو من اليمين إلى اليسار حيث انتظر روني الكرة وتسلمها ثم سدد تسديدة بطيئة بعض الشيء لكنها عبرت جوميز وخط المرمى رغم محاولات المدافع ويدجيت لإبعادها.!
ومن عمل جماعـي يُدرس في كتب كرة القدم في الدقيقة 79، وصلت الكرة لروني على الجهة اليسرى التي تحول للعب عليها بعد خروج "ناني" مباشرةً، ليمرر عرضية رائعة لبيرباتوف الذي فتحت له المساحة تماماً كي يسدد برأسه وبحرية تامة بعدما ركض رونالدو في عمق الدفاع وسحب معه مدافعين قطة واحدة، ليرتقي بيرباتوف بمفرده مسدداً كرة رأسية تصدىّ له برعونة الحارس "جوميز"، لكنها إرتدت للنجم البغاري ليودعها في الشباك بعدما فشل جوميز في إلتقاطها مرة أخرى من على المعشب.
هذا قبل ان يحاول بينت ان يحرز هدف تقليص الفارق في الدقيقة 74 من تسديدة صاروخية مّرت بجوار العارضة بربع ياردة.. وأضطر المدرب الإنجليزي هاري ريدناب ان يغلق الملعب في الدقائق العشرة المتبقية وإلا أضاف اليونايتد هدفاً سادساً.
مانشيستر يواصل تزعمه للمسابقة
بهذه النتيجة إستعاد مانشيستر يونايتد صدارة الدوري الإنجليزي من جديد بعدما فقدها فقط لمدة ساعتين أمام ليفربول المنتشي بفوز صعب على هال سيتي في ملعب الأخير 1/3، ورفع اليونايتد رصيده لـ77 نقطة في مقدمة البطولة ولا تزال لديه مباراة مؤجلـة من الأسبوع الـ33 أمام ويجان أثلتيك الموافق 13 مايو المقبل على ملعب الجي جي بي.، أما ليفربول فتراجع لمركزه الثاني برصيد 74، ولا يزال الصراع قائماً، وعن توتنهام فلم يستغل فرصة سقوط ويستهام في فخ الخسارة أمام ضيفه تشيلسي على ملعب الأبتون بارك بهدف أحرز النجم العاجي سالمون كالو لتضيع فرصة تقليص الفارق أمام ويستهام للإحتلال المركز السابع ليظل توتنهام كما هو بـ44 نقطة في المركز التاسع ويظل الصراع على التأهل لكأس الإنتر توتو الأوروبية قائماً بين ويستهام وتوتنهام وفولهام ومن خلفهم ويجان أثلتيك.
موضوع: في مباراة دراماتيكية، مانشيستر يونايتد يَقلب تأخره بهدفين لفوز ساحق بخماسية على توتنهام 
السبت أبريل 25, 2009 11:23 pm
