أحدث "أجيال" فينجر يواجه "أعمدة" فيرجسون في صدام تاريخي
تمتد المنافسة بينهما لمدة 115 عاما، ولكنها المرة الأولى في التاريخ التي يلتقي فيها مانشستر يونايتد مع أرسنال في دوري أبطال أوروبا – ولا توجد أفضل من كلمات ميكايل سيلفستر لشرح الفارق بين الفريقين.
وانتقل سيلفستر من يونايتد إلى أرسنال الصيف الماضي بعد تسع سنوات قضاها تحت إمرة المدرب أليكس فيرجسون ويرى أن الفريقين يسعيان دائما لبناء فريق بطل، كل على طريقته.
ويوضح المدافع الفرنسي "في مانشستر يونايتد، هناك أعمدة ثابتة للفريق هم أمثال ريان جيجز، بول سكولز، وجاري نيفيل ويتم ضخ دماء جديدة في أوردة الفريق اعتمادا على وجود الثلاثي السابق".
ويضيف "أما في أرسنال، فالوضع مختلف لأن أجيالا كاملة تحل مكان أخرى. كان هناك تييري هنري وباتريك فييرا وروبرت بيريس، والآن سيسك فابريجاس، وتيو والكوت والآخرين".
ويسعى أحدث أجيال المدرب أرسين فينجر في ليلة الأربعاء في ملعب "أولد ترافورد" إلى تسجيل أول بطولة باسمهم على حساب الغريم التقليدي، في محاولة أخيرة لإنقاذ الموسم والفوز بأول لقب لأرسنال منذ عام 2005.
جرأة الضيوف
ويحلم فينجر بتسجيل هدف خارج ملعبه أمام يونايتد للحصول على ميزة هامة حينما يلتقي الفريقان الأسبوع المقبل في لقاء الإياب في ملعب "طيران الإمارات" في لندن.
وقال فينجر في المؤتمر الصحفي السابق للمباراة: "القواعد الحديثة لكرة التقدم تقول إن الفريق الضيف عليه التحلي بقدر كبير من الجرأة فيما يتعين على أصحاب الأرض التزام الحذر".
ولا تبدو رغبة فينجر في هز شباك يونايتد على ارض الأخير بعيدة المنال.
واستقبل مرمى مانشستر هدفين أمام بورتو في المرحلة السابقة من المسابقة في إنجلترا، ثم اهتزت الشباك مرتين أيضا في الجولة الماضية من الدوري أمام توتنام في مباراة حول فيها أبناء فيرجسون الخسارة إلى مكسب بنتيجة 5-2.
ولاتزال الأصوات في مانشستر يونايتد تحث لاعبي الدفاع على تحسين أدائهم على الرغم من وجود اثنين من الخط الخلفي للفريق وهما ريو فرديناند ونيمانيا فيديتش في القائمة النهائية للمنافسين على جائزة أفضل لاعب في انجلترا التي تمنحها رابطة اللاعبين المحترفين.
ولكن المشكلة الحقيقية لأرسنال ربما تكمن في النقص الذي يعانيه في الخط الأمامي، إذ يفتقد الفريق جهود المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي للإصابة إضافة إلى عدم إمكانية الاعتماد على أندريه أرشافين غير المؤهل للعب في بطولات أوروبا مع الفريق هذا الموسم.
وسجل أرشافين اسمه في تاريخ أرسنال حينما سجل أربعة أهداف مذهلة في مرمى ليفربول في مباراة انتهت بالتعادل 4-4 الأسبوع الماضي في الدوري الإنجليزي.
وغالبا سيعتمد فينجر على لاعب الوسط الإسباني سيسك فابريجاس في مركز المهاجم المتأخر أو صانع الألعاب خلف إيمانويل أديبايور ونيكلاس بندنر المهاجمين الصريحين.
ذكريات جيجز
وإذا كان فيرجسون يفتقد قائد الفريق وأحد أعمدته ممثلا في القائد نيفيل المصاب، فإن جيجز جاهز لقيادة سفينة الفريق أمام أرسنال وترواده ذكريات في مباراة مشابهة قبل عشر سنوات.
وسجل الجناح الويلزي هدفا تاريخيا أمام أرسنال في نصف نهائي كأس انجلترا بعدما تخطى أربعة لاعبين وسدد في سقف الشباك، قبل أن يحتفل احتفالا هيستيريا بخلع قميصه والجري به حول الملعب.
وتمنع القواعد الحديثة جيجز من تكرار الصورة نفسها من الاحتفال مساء الأربعاء، ولكنه على الأقل يرغب في تسجيل هدف آخر "لأنك لن تجد أفضل من هكذا مباراة في دور الأربعة من دوري أبطال أوروبا".
اللقاء يشهد أيضا خوض جيجز المباراة الـ800 في تاريخه مع مانشستر يونايتد.
ويتفق معه مدربه فيرجسون حينما وصف الصدام بأنه "نصف نهائي مثالي .. يجمع بين فريقين يمتلكين لاعبين رائعين ورغبة كبيرة في الفوز".
وعلى الرغم من معاناة فيرجسون قليلا من المستوى المتذبذب لدفاع فريقه، فإنه على ثقة أكبر في أفراد الهجوم بقيادة جيجز، وكريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم، والمهاجم الإنجليزي الدولي واين روني.
ويضع المدرب الاسكتلندي ثقته مجددا في المهاجم البرتغالي ديميتار برباتوف، الذي يتعرض إلى انتقادات واسعة من الصحافة الإنجليزية وجماهير يونايتد نفسها بسبب الهبوط الحاد في مستواه.
وربما يستفيد هجوم يونايتد من الغيابات الدفاعية أيضا في أرسنال، إذ يبتعد ويليام جالاس حتى نهاية الموسم لإصابة في الركبة، كما تحوم الشكوك حول قدرة سيلفستر على لعب المباراة لإصابة في الظهر.