Zidane10 نائب المدير
عدد المساهمات : 1365 نقاط : 3394 تاريخ التسجيل : 14/03/2009 الموقع : فى ملاعب كرة القدم
| موضوع: انهيار كلينسمان وتماثيل بوذا خلال "حرب العقول والقلوب" في بايرن ميونيخ الخميس أبريل 30, 2009 3:01 pm | |
|
كلينسمان .. من بطل إلى وغد! تألق يورجن كلينسمان لاعبا في ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا أكسبه خبرات كبيرة وقدرة على فهم الاختلافات الثقافية بين أبناء وطنه وباقي البلدان الأوروبية.
يقول كلينسمان: "حينما تحاول إرساء قواعد جديدة أو تفعل شيئا غير مألوف في ألمانيا، فإن الجميع سيستقبلون ما تفعله بقدر كبير من الشك".
ولم يكن الشك فقط هو عدو كلينسمان حينما تولى منصب المدير الفني لبايرن ميونيخ، وإنما الوقت أيضا إذ كان عليه إثبات نجاح أساليبه الجديدة سريعا في التحدي الجديد الذي أسماه عليه "حرب العقول والقلوب" في سياق حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.).
ففي الصيف الماضي، وقع كلينسمان عقدا لموسمين لتدريب بايرن، في تجربة اعتقد أنها ستطول فترة أطول من مدة التعاقد بسبب طرق التدريب الجديدة والثقافة الأمريكية التي استوردها من كاليفورنيا حيث أقام بعد اعتزاله.
ولكن ثاني هدافي المنتخب الألماني عبر العصور، والفتى الذهبي السابق لجماهير بايرن لم يستطع حتى الصمود نصف هذه المدة، وتحولت الهتافات المرحبة به في مدرجات "أليانتس أرينا" إلى لعنات قاسية تطالب برحيله.
ولكن ماذا حدث من يوليو 2008 إلى أبريل 2009 جعلت المدرب المعجزة الذي قاد ألمانيا إلى المركز الثالث في كأس العالم إلى شخص غير مرغوب فيه؟
البداية كانت في مهمة محددة طالبت إدارة النادي بتحقيقها: وضع بايرن ميونيخ بين الفرق الثماني الأفضل في أوروبا هذا الموسم، وهو ما تطلب، من وجهة نظر كلينسمان، تغييرات شاملة في أسلوب التدريب الجسدي والنفسي والذهني.
كيمياء بوذا
وبدأ كلينسمان بالفعل ثورته على إمبراطورية سلفه أوتمار هيتزفيلد مع أولى أيامه في ميونيخ.
واستقدم "كلينسي"، كما تطلق عليه الجماهير والصحافة الألمانية، مدربين أمريكيين للياقة البدنية، وبدأ في اعتماد نظم تدريب قد تبلغ ثماني ساعات في بعض الأيام، إضافة إلى ما أطلق عليه "تدريبات ومناطق الاسترخاء".
لم يكتف بذلك، وإنما زين زوايا وطرقات مركز تدريب بايرن ميونيخ بتماثيل بوذا – وهي العقيدة التي تعتمد على الصفاء الروحي والارتقاء والاستنارة.
ولكن تماثيل بوذا لم تستطع الصمود أمام حقيقة تحقيق بايرن ميونيخ فوزين فقط في أول سبع مباريات في الدوري الألماني، والخسارة أمام فيردر بريمن 5-2 وأخيرا احتلال المركز الـ14 في الجدول مع حلول شهر سبتمبر.
وقررت الإدارة التخلص من تماثيل بوذا، ولكنها لم تستطع إقناع كلينسمان بالتخلص من أساليبه الأمريكية في إدارة الفريق.
ويقول كلينسمان إن كثيرين لم يدركوا أهمية التغيير الذي يسعى إلى تحقيقه.
وأضاف "كانوا يتساءلون عن الدافع إلى تغيير أساليبنا التي فزنا من خلالها بالدوري والكأس المحليين في الموسم الماضي .. كنت أجيب بأن المنافسة مع الفرق الأوروبية الكبيرة تتطلب الوصول إلى درجة معينة من كيمياء الفريق التي تمكننا من اللعب بسرعة وقوة وفاعلية".
كلينسمان يشارك لاعبيه تدريباته الجديدة وتابع "احتاج بعض اللاعبين قليلا من الوقت لاستيعاب الأساليب الجديدة، فيما كان آخرون في حاجة إلى وقت أطول بينما لم يستطع لاعب أو اثنين تطبيقها على الإطلاق .. لذا خسرنا بعض المباريات في البداية".
موسم جاف
واصل كلينسمان العنيد تطبيق أساليبه، بل وكان يشارك أحيانا كثيرة في التدريبات مع لاعبيه، وبالفعل تحسن أداء بايرن مع الوقت، ودخل في لعبة المنافسة على لقب الدوري في أحد أقوى مواسمه في السنوات الـ15 الأخيرة، مصارعا فولفوسبورج، وهيرتا برلين، وهامبورج والوافد الجديد هوفنهايم.
وعلى الصعيد الأوروبي، بدا كلينسمان مسيطرا تماما على السفينة البافارية، التي قادها لاحتلال قمة مجموعته في دوري الأبطال على الرغم من وقوعه مع فريقي فيورنتينا الإيطالي وليون الفرنسي.
بل وحقق بايرن نتيجة مذهلة في دور الـ16 بالتغلب على سبورتنج لشبونة البرتغالي 12-1 في مجموع المباراتين.
ولكن بايرن تعرض لانهيار تام في الأيام العشرة الأولى من شهر أبريل الجاري، والتي أنذرت بموسم جاف من البطولات، خاصة بعد توديع الفريق لكأس ألمانيا.
فعلى الرغم من التحسن الذي طرأ على أداء بايرن في منتصف الموسم، فإن الفرصة الوحيدة لاحتلال الصدارة لم تأت إلا حينما واجه أبناء كلينسمان فريق فولفوسبورج في مباراة كان الفوز فيها يعني تسلق قمة المسابقة.
ولكن الفريق خسر بنتيجة مذلة 5-1 قبل أيام من مواجهة برشلونة في ذهاب دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا في إسبانيا حيث تلقى كلينسمان لطمة جديدة بالخسارة بأربعة أهداف نظيفة أتت جميعها في 45 دقيقة فقط.
وجاءت القشة التي قسمت ظهر البعير في مباراة شالكه، والتي خسرها بايرن ميونيخ بهدف ليستقر في المركز الثالث قبل خمس مراحل من نهاية المسابقة.
وعلى الرغم من عدم فقدان بايرن ميونيخ أمل المنافسة، فإن إدارة النادي قررت بعد 48 ساعة من دراسة الموقف أن توجه الشكر لكلينسمان على مجهوداته بعد تسعة أشهر فقط من إبرام الشراكة.
ويبدو أن كلينسمان شخصيا لم يتوقع الإقالة، ظنا منه أن المنافسة على لقب الدوري حتى المراحل الأخيرة وبلوغ دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا كاف في موسمه الأول.
وقال كلينسمان بعد الخسارة أمام شالكه في حديث لموقع الدوري الألماني: "بالطبع واثق أنني باق مع بايرن ميونيخ، لم نحقق كل المطلوب مننا هذا الموسم، ولكننا بذلنا مجهودا كبيرا وحققنا تطورا ملموسا".
منقول | |
|