سيتعين على كل مشجع من أنصار الأهلي والإسماعيلي الحصول على شاشتي تليفزيون في تمام السابعة من مساء الأربعاء، الميعاد الذي يشهد انطلاق مباراتين تحدد نتيجتهما معا الفائز بالدوري الممتاز لموسم 2008-2009 أو تعلنا – معا أيضا – اللجوء إلى مباراة فاصلة لتتويج أي من الفريقين بطلا لمصر.
ويلعب الأهلي مع طلائع الجيش في القاهرة فيما يستضيف الدراويش فريق الترسانة في استاد هيئة قناة السويس، وقلوب أعضاء كل فريق في المدينة أخرى، مدركين أن الفوز وحده لا يمنح اللقب المرموق، وأن الخسارة وحدها أيضا لا تعني الخروج من "مولد" الدوري بلا "حمص".
الحمص - أي الدرع – يداعب الفريقين اللذين يمتلكان 60 نقطة، وينتظر كل منهما فوزا لنفسه وخسارة أو تعادل لمنافسه كي يتوج بطلا لأحد أكثر نسخ الدوري إثارة في السنوات الـ15 الأخيرة، وإن لم يكن أحد أكثرها قوة.
سجل الأهلي حتى الجولة قبل الأخيرة 49 هدفا وهو نفس رصيد الإسماعيلي، وإن تلقت الشباك الحمراء 24 هدفا في مقابل 31 كرة هزت شباك الإسماعيلي .. ولكن كل ذلك لا يهم مع وجود نص في لائحة المسابقة بعدم اللجوء لفارق الأهداف، والنظر إلى نتيجة الفريقين معا ثم عدد الأهداف التي سجلها كل فريق في مرمى الآخر.
ومع تبادل الفريقين الفوز على بعضهما البعض، وبالنتيجة نفسها 1-صفر، فإن المباراة الفاصلة ستكون الحل في حال تساويهما في النقاط، ما يعني وجوب تحقيق الفريقين النتيجة نفسها معا – سواء بالفوز أو التعادل أو الخسارة– كي يمتد الدوري لمباراة إضافية، قد تعني مشكلة من العدم للجهاز الفني لمنتخب مصر.
المحطة الأخيرة
درع الدوري يمثل للأهلي أهمية خاصة هذا الموسم لأسباب مختلفة. السبب الأول هو أن البطولة هي المحطة الأخيرة لمانويل جوزيه المدير الفني الأسطوري مع الفريق بعد إعلانه الرحيل بنهاية الموسم الحالي.
وبالتالي فإن الدوري هو آخر انطباع سيتركه لدى مشجعي الفريق سواء بالفوز به كما عودهم أو التفريط فيه بعدما كان متفوقا على الإسماعيلي بعدد لا يستهان به من النقاط.
الدوري أيضا يعني النجاح الأول للأهلي في عام 2009 والذي شهد توديع كأس مصر أمام حرس الحدود، ثم الخروج من دوري أبطال إفريقيا من دون بلوغ مرحلة المجموعات بعدما كان الشياطين الحمر يحجزون مكانهم في المباراة النهائية كل عام طوال النسخ الأربع الماضية.
وانتزع الأهلي انتصارا صعبا على حرس الحدود على ملعب الأخير بهدف أحرزه فلافيو أمادو ثم اجتاز سانتوس الأنجولي بنتيجة 3-صفر بسهولة في كأس الكونفيدرالية في مباراة استعاد فيها محمد أبو تريكة ذكريات التألق في وسط الملعب.
ويعتمد جوزيه على أبو تريكة وفلافيو لحسم مباراة الجيش، خاصة في ظل غياب محمد بركات، أفضل لاعبي الأهلي هذا الموسم، بداعي الإصابة.
ولكن النبأ السعيد يتمثل في عودة وائل جمعة قلب دفاع الأهلي، الذي كان يعاني من إصابة قال التشخيص الأولي إنها ستبعده إلى نهاية الموسم. ويتولى جمعة رقابة هداف الدوري إرنست بابا أركو، الذي يعد التهديد الأخطر لمرمى رمزي صالح.
تقول المؤشرات إن جوزيه سيعتمد على طريقته المائلة إلى الحذر، بالدفع بمهاجم وحيد ومن خلفه لاعبين متقدمين من خط الوسط بدلا من اللعب برأسي حربة صريحين، وهي الطريقة التي تساندها قائمة الـ18 التي شهدت ضم ثلاثة مهاجمين هم فلافيو، وأسامة حسني، ومحمد طلعت.
ولا يلعب حسني أو طلعت في التشكيل الأساسي، ما يرجح الدفع بفلافيو وحيدا، ولكنه سيتمتع بمساندة من ابو تريكة وأحمد حسن، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي بوجود لاعبي ارتكاز صريحين هما حسام عاشور والمعتز بالله إينو.
الحذر الدفاعي يعود إلى عدم وجود فرص للتعويض في حال التعثر أمام الجيش بأي نتيجة، خاصة وأن الأهلي تعادل في الدور الأول مع الفريق نفسه بنتيجة 2-2.
التشكيل المتوقع: رمزي صالح، محمد سمير، شادي محمد، وائل جمعة، أحمد فتحي، جيلبرتو (سيد معوض)، حسام عاشور، المعتز بالله إينو، أحمد حسن، محمد أبو تريكة، فلافيو.
صحوة متأخرة
وعلى خط مواز، فإن الإسماعيلي يسعى للفوز بلقب الدوري الممتاز، الذي حصل على فرصة من السماء للمنافسة عليه بعدما كان أهل البيت أنفسهم قد فقدوا الأمل في المنافسة.
ولايزال الجميع يتذكر تصريح أحمد العجوز المدرب العام للدراويش عقب التعادل مع اتحاد الشرطة 2-2 حينما قال إن فرصة الفوز بالدوري ضاعت بالفعل، ولكنه لم يكن يتوقع هبوط مستوى الأهلي وقدرة فريقه على جمع النقاط كاملة من الجولات الأخيرة من المسابقة.
ويدخل الإسماعيلي لقاء الجولة الـ30 من الدوري منقوصا من صانع الألعاب الدولي عمر جمال، الذي خرج مصابا بقطع في الرباط الصليبي في المباراة الأخيرة أمام المصرية للاتصالات، والتي فاز بها الدراويش بهدف.
وقال 65.5% من نحو 29 ألف زائر اشتركوا في استطلاع رأي أجراه FilGoal.com على الصفحة الرئيسية إن فرص الإسماعيلي في الفوز بالدوري تأثرت بشدة جراء إصابة جمال وابتعاده عن مباراة الترسانة واللقاء الفاصل في حال اللجوء إليه.
غيابات الإسماعيلي تشمل أيضا المهاجم محمد محسن أبو جريشة، الذي سجل هدف الفوز على الاتصالات ولكنه حصل على إنذار ثالث يستوجب إيقافه في مباراة الترسانة.
ويضع البرازيلي هيرون ريكاردو المدير الفني للإسماعيلي في عبد الله سعيد للعب دور صانع الالعاب بدلا من جمال فيما يدفع بالمهاجم النيجيري ناسيجبا جون-جامبو في الهجوم مع مصطفى كريم.
ومن المتوقع أن يدفع المدرب بشريف عبد الفضيل في مركز الظهير الأيمن فيما يعود أحمد خيري إلى خط الوسط بجوار القائد المخضرم محمد سليمان "حمص".
ولكن ريكاردو لن يستطيع تعويض غياب جماهير الإسماعيلي عن اللقاء بسبب عدم قدرة ستاد هيئة قناة السويس على استقبال المشجعين، وغلق استاد الإسماعيلية لإصلاحه استعدادا لكأس العالم للشباب، وهو أمر لا يعاني منه الأهلي، الذي يتوقع مساندة جماهيرية كبيرة في اللقاء الأخير.
واستعد الإسماعيلي للعب بدون جمهور بإجراء التدريب الأساسي والأخير له خلف أبواب مغلقة، تمهيدا لإقامة المباراة في أجواء مماثلة.
التشكيل المتوقع: محمد صبحي، إبراهيم يحيى، المعتصم سالم، داريو كان، شريف عبد الفضيل، أحمد سمير فرج، محمد حمص، أحمد خيري، عبد الله سعيد، مصطفى كريم، ناسيجبا جون-جامبو.