أصبت بالخضة عندما قرأت تصريح ستيف بروس، المدير الفنى لنادى ويجان، الذى أكد فيه أن النادى ليس فى حاجة لخدمات مهاجمه السابق عمرو زكى، وأوضح الرجل الأسباب لتكون أكبر إدانة للنظام الكروى فى مصر، فهو لم يدخل فى صراع شخصى مع لاعب، لأنه هو الذى رشح زكى للعب فى ويجان، ولكنه أوضح أنه لاعب غير منضبط وأنه لا يعرف قيمة الالتزام،
ودلل على ذلك بتأخره ٤ مرات عن العودة بعد مباريات المنتخب الوطنى وآخرها عقب مباراة زامبيا، التى استمرت لمدة تقترب من ١٥ يوماً، ثم عاد الرجل وأكد أن عمرو زكى لا يمكن أن يستمر محترفاً فى إنجلترا، لأنه لا يفهم معنى الاحتراف،
وبالتالى فأنا -والكلام لبروس- لا أتوقع أن يفاوضه أى من الأندية الإنجليزية، ويبدو أن الرجل كان يعلم تماماً ما يقول، فسرعان ما نفى نادى بلاكبيرن، وهو أحد الأندية الصغيرة فى إنجلترا أى مفاوضات مع عمرو زكى، وأعتقد أن العديد من الأندية الإنجليزية ستسير فى نفس الطريق بكل أسف.
والحقيقة أن عمرو زكى أضاع فرصة العمر ليس على نفسه فقط، ولكن على الكرة المصرية كلها، فالمتابع لقصص نجاح اللاعبين الأفارقة سيجد أنهم بدأوا صغاراً وسرعان ما التزموا فنجحوا فى أوروبا كلها بلا استثناء، لذلك ستجد اللاعبين الأفارقة ينتشرون فى كل أنحاء العالم بدءاً من أندية مالطة وألبانيا وصولاً إلى ريال مدريد وتشيلسى وبرشلونة ومانشستر يونايتد وغيرها من أكبر الأندية فى العالم،
والأمثلة معروفة، فلدينا صمويل إيتو ودروجبا ويايا توريه وسيدوكيتا وغيرهم من النجوم الذين أصبحوا علامات أساسية لكرة القدم فى أوروبا كلها، فصمويل إيتو مثلاً حصل على لقب هداف الدورى الإسبانى برصيد ٢٩ هدفاً، وقاد فريقه برشلونة لاستعادة لقب البطل، وأيضاً قاده إلى نهائى أبطال أوروبا.
ووجهة نظرى الشخصية أن إمكانيات عمرو زكى البدنية والفنية كان من الممكن أن تتفوق على إيتو ودروجبا وغيرهما ولكنها الثقافة، لأن عمرو زكى تعود على الدلع فى مصر وعدم الاهتمام، بل إنه أحياناً وغيره الكثير من اللاعبين يحصلون على المكافآت نظير مخالفة النظم واللوائح والقوانين،
ولدينا مثال واضح الآن وهو جمال حمزة أحد أهم المواهب فى كرة القدم فى مصر، الذى انقطع تماماً عن التدريب بالزمالك، وينتظر على أحر من الجمر نتيجة انتخابات الزمالك، لأنه سيفرض شروطه على مجلس الإدارة الجديد أياً كانت أسماء أعضائه، وستحمله جماهير الزمالك على الأعناق، لأنه تفضل وتكرم وعاد إلى الفريق، ونفس الأمر سنجده مع معظم لاعبى أندية مصر باستثناء النادى الأهلى فقط لا غير، لأنه حتى الآن يفضل النظام والاحترام على أى شىء آخر أياً كانت النتائج،
ولا أنسى يوم أن صمم صالح سليم على إيقاف حسام حسن عام ٩٤، ونحن فى عزّ المنافسة بالدورى العام لأنه رمى فانلة النادى الأهلى أرضاً، ولم يستطع أحد أن يناقش صالح سليم أو أن يطلب من مجلس الإدارة رفع الإيقاف عنه، ولعبنا وفزنا على الإسماعيلى ٤/٣ فى مباراة فاصلة على لقب الدورى العام،
ولعل هذا يجرنى إلى قصة إبراهيم سعيد، الذى كان مرشحاً ليكون أفضل لاعب فى تاريخ الكرة المصرية فى مركزه، ولكنه وجد من الدلع ما يكفى لإنهاء مسيرته الكروية مبكراً، والسبب معلوم، فقد تحدى مدرب المنتخب قرار النادى الأهلى وصمم على ضمه للاشتراك فى مباراة المغرب، فأخرج اللاعب لسانه للجميع وأولهم مدربه، الذى اضطر فيما بعد لترحيله من مالى أثناء بطولة الأمم الأفريقية،
ومن يومها خرج اللاعب ولم يعد رغم وعوده المتكررة، ولكن بكل أسف لم يعد يستطيع أن يفى بها رغماً عن إرادته، والأمثلة كثيرة بكل أسف للاعبين، كان من الممكن أن يكونوا عناوين وسفراء للكرة المصرية فى كل أنحاء العالم، ولكنهم فضلوا التجول فى شارع جامعة الدول العربية والجلوس على الكافيهات كما يسمونها والسهر فى الديسكوهات على أداء رسالتهم، بل رفع مستوى معيشتهم والوصول إلى القمة، التى أصبحت قاعاً بفضل استهتارهم وعدم جديتهم .
لذلك لا أملك سوى تقديم الشكر لنموذج مصرى رائع هو هانى رمزى، الذى استمرت مسيرة نجاحه ١٢ عاماً متصلة دون أن نسمع أى كلمة على سلوكه أو مستواه، بل كانت الإشادة التامة به، لذلك فهو الآن مدرب لمنتخب مصر للشباب، وبالتأكيد ستستمر خطوات نجاحه.