راجع نفسك يا عمرو

الأستاذ عمرو أديب واحد من أنجح الإعلاميين فى السنوات الماضية وأشهرهم أيضاً، بل باتت له قاعدة جماهيرية عريضة صنعها من خلال أسلوبه الخاص فى التعامل مع القضايا والتى يعتمد فيها على التفاعل مع مشاعر الجماهير وأحاسيسهم وانفعالاتهم والتى كثيراً ما يكون فيها مبالغة شديدة "من جانب الجماهير طبعا" التى تطلق لنفسها العنان فى النقد سواء بالمدح أو الذم.

وبطبيعة الحال فللجماهير حق علينا .. ومن أبسط حقوقها أن نستمتع لرأيها دون حجر أو قيد طالما يسير فى إطار يتناسب وأخلاقنا العامة وسلوكياتنا، وعاداتنا ثم نناقشها أيضاً فى هذا الرأى.

وأنا أحيى الأستاذ عمرو على هذا الأسلوب ولكنى أختلف معه فى نقطة هامة وهى دور الإعلامى الذى يجب أن يعيد صياغة انفعالات الجماهير ويبرزها فى صورة نقدية موضوعية ساخنة أو هادئة لايهم..

وأنا أعلم أن هناك قطاعاً كبيراً من جماهير مصر كان غاضباً من آداء منتخبنا الوطنى أمام أمريكا فى بطولة كأس القارات، وكلما التقينا بهذه الجماهير نرى فى أعين بعضهم همسة عتاب والبعض والآخر ثائراً وبقوة ..

فبعض الجماهير لديها قناعة تامة بأن هذا الجيل قدم من الإنجازات مالم يقدمه غيره كما كان له سلوكياته التى أشاد بها الجميع ومن غير المعقول أن نصف هؤلاء اللاعبين بكل عبارات الإشادة عقب مباراتى البرازيل وإيطاليا ثم نهبل عليهم التراب عقب الخسارة من أمريكا.

ليس من المعقول ياأستاذ عمرو أن ننساق وراء خبر كتب فى جنوب إفريقيا وأنت تعلم أيضاً ماهى جنوب أفريقيا ونتعامل معه كما لو كان حقيقة .. نعم أنت لم تصنع الخبر ولكنك تحدثت عنه كما لو كان أمراً واقعاً وخرجت منك بعض العبارات الجارحة ضد اللاعبين دليل إيمانك بكل ماحدث..

ليس من المعقول أن ننساق وراء حزننا على ماكتب.. بل إنك أنت الآن مطالب بأن تثبت صحة قولك وليسوا هم مطالبون بالدفاع عن أنفسهم .. إن وصفك للاعبين بما قلته هو أبشع بكثير من الخساراة فى مباراة فى كرة القدم .. وإذا كنت أنت قد أعطيت نفسك وأنت إعلامى حق الانفعال ضد الفريق للخسارة فى مباراة أو لخبر مشبوه فعليك أن تتقبل حق الرد من جانب هؤلاء اللاعبين الذين أعدونا كثيراً وسيسعدوننا أكثر بإذن الله.

أستاذ عمرو أنت كبير والكبير لايخطىء بسهولة وإذا أخطأ تراجع وصحح موقفه ليزداد رصيد احترام الناس له.. راجع نفسك ياعمرو .


رئيس القسم الرياضي .. جريدة المساء